الشتاء وقسوته

العودة إلى مقالات
حالة الخيم بالشمال السوري في فصل الشتاء

الشتاء وقسوته

• جمال الشتاء:

مرحبًا بالفصل الجميل، مرحبًا بأشهر الشتاء الجميلة، إنه فصل الخير والبركة، تهطل أمطاره الجميلة حاملة معها الخير الوفير للأرض والنبات بعدها نشاهد ألوان قوس قزح تبدو وكأنها لوحة بديعة مزركشة الألوان كأن يد رسام مبدع صاغتها

تأتي نسائمه العليلة فنرسل معها آلامنا وأوجاعنا لتأخذ بها إلى مكان بعيد كي لا تعود مرة أخرى إلينا، نجلس حول المدفأة بقرب العائلة نتجاذب أطراف الحديث ونحتسي كوبًا من الشاي الساخن، نتذكر أيام الطفولة عندما كنا نكتب أسماءنا على زجاج الشباك في أيام البرد الشديدة، كل تفاصيله جميلة تُشعر الناس بالهدوء والجمال، بالمحبة والألفة، إلا أن هناك أناسًا قد شكل لهم هذا الفصل خوفًا ورعبًا كبيرًا يحاولون الهرب منه وكأنه شبح يهدد حياتهم ووجودهم.. إنهم أهل المخيمات.

• صعوبة الشتاء في المخيمات:

ينقلب جمال الشتاء إلى حزن وكآبة عند الناس الذين يسكنون في المخيمات فالجو بارد جدًا والخيمة لا تقي من البرد، تهتز الخيمة يمنة ويسرة مع اشتداد الرياح وتتحرك بقوة وكأنها ستنخلع، والمطر يدخل الخيام بلا استئذان أو طرق باب فتمتلئ الخيمة بالماء الذي يصيب الفرش ويلوث الثياب ولا يمكن دفعه إلا بصعوبة وجهد كبير، يخرج الأولاد صباحًا يبحثون عن أخشاب وأكياس يشعلونها كي تدفئ بردهم وتخفف عنهم، وماذا عن الثلج؟؟ آآآآآآآآآآه ما أصعبه، فالخيمة هل ستتحمل قوة الثلج يا ترى؟! بالطبع لا، فهم بأي لحظة يتوقعون هبوط الخيمة فوق رؤوسهم ولكنهم عاجزون عن فعل أي شيء، درجات الحرارة منخفضة جدًا والطرقات مغلقة والبرد يأتي من كل مكان.

• المطر والثلج يغسلان كل شيء إلا قلوب بعض البشر:

عندما ينزل المطر يغسل كل شيء، يغسل الأراضي والمباني، يغسل الحجر ويغسل الشجر لكنه لا يستطيع أن يغسل وينظف قلوب كثير من البشر-هذا إذا كانوا من البشر-قلوبهم قد امتلأت بالحقد والكراهية لا تلقي بالًا ماذا يحصل للناس غايتهم أنهم هجروا الناس وأخرجوهم من أرضهم وهم ينعمون بالدفء والأمان وجميع أسباب الرفاهية.

الكل يعلم ما يحل بالناس المهجرين في المخيمات ولكنهم يغضون الطرف وكأن الأمر لا يعنيهم.

كل شتاء إخواننا يناشدوننا ويستغيثون بنا أن أخرجونا إلى مأوى آمن إلى مكان دافئ

نناشدكم الله ألا تتركونا نريد أن ننتهي، كفانا قهر وبرد وتشريد.

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

العودة إلى مقالات